عنوان المقال: أقوال مأثورة عن المرأة
منذ الأزل والمرأة كانت محورًا للحديث والحكمة في مختلف الحضارات والثقافات، بل كانت مصدر إلهام للشعراء، ومادة للجدل بين الفلاسفة، وميدانًا للمعركة في قضايا العدالة والمساواة. لم تكن المرأة مجرد نصف المجتمع فحسب، بل كانت عماده الروحي، وصوته الخفي في التكوين الحضاري والثقافي. وبمرور العصور، تكدّست الأقوال والحكم التي تحتفي بمكانتها، أو تحلل دورها، أو تدافع عن كينونتها، فصارت جزءًا من التراث الإنساني.
في هذا المقال الموسّع، نسلّط الضوء على أهم الأقوال المأثورة التي تناولت المرأة في مختلف السياقات التاريخية والفكرية والثقافية، ونستعرض الخلفيات التي قيلت فيها، وأثرها في صياغة الصورة الاجتماعية والفكرية للمرأة.
المرأة في الفلسفة والأدب: صورة متباينة عبر العصور
تناولت الفلسفة والأدب المرأة من زوايا متعددة. ففي الفلسفة اليونانية، نجد سقراط يقول:
“المرأة مصدر الحكمة، إذا أُعطيت الفرصة.”
أما أفلاطون، فقد دافع عن تعليم النساء، وكتب في “الجمهورية”:
“لا يمكن أن تبنى دولة عادلة ما لم تتلقى المرأة نفس التعليم الذي يتلقاه الرجل.”
أما أرسطو، فكان أكثر تحفظًا، إذ قال:
“المرأة كائن ناقص، ولكنها ضرورية لتوازن الطبيعة.”
وهو قول مثير للجدل يعكس رؤية بيولوجية واجتماعية كانت سائدة في عصره، لكنها قوبلت لاحقًا بتحدٍ وتفنيد من قبل مفكرين في العصور اللاحقة.
وفي الأدب، قال الأديب الفرنسي فيكتور هوغو:
“المرأة خلقٌ جميل أودع الله فيه سرَّ الحنان والجمال معًا.”
وقال وليام شكسبير في مسرحيته “عطيل”:
“المرأة كوكب يضيء قلب الرجل حين يظلم الطريق.”
وفي التراث العربي، قال المتنبي:
“إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ… وقد ترضى المرأة بالقليل، وتمنح الكثير.”
المرأة في الديانات السماوية
تنوّعت النظرة إلى المرأة في الأديان السماوية بين مكانة تكريمية ودورها المحوري في الحياة والعبادة.
في الإسلام، ورد قول النبي محمد ﷺ:
“النساء شقائق الرجال.”
وهو قول يؤسس لمبدأ المساواة الإنسانية في القيمة والكرامة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.”
وفي التوراة، تظهر المرأة بصفتها جزءًا أصيلاً من قصة الخلق، وقد ورد:
“وصنع الرب الإله المرأة من الضلع الذي أخذه من آدم، وأحضرها إليه.”
وفي هذا النص، تتجلى رمزية العلاقة التكوينية بين الرجل والمرأة، وإن تعددت التفسيرات الدينية حوله.
أما في الإنجيل، فقد قال بولس الرسول:
“كما أن الرجل ليس من دون المرأة، كذلك المرأة ليست من دون الرجل في الرب.”
المرأة في الفكر المعاصر: دفاع واستنهاض
مع صعود الحركات النسوية وازدهار الخطاب الحقوقي، ظهرت أقوال قوية تعكس تغير الوعي تجاه المرأة ودورها.
قال الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو:
“حين تربي امرأة صالحة، فأنت تخلق أمة بأكملها.”
أما الأديبة الأمريكية هيلين كيلر، التي تجاوزت إعاقتها لتصبح رمزًا عالميًا، فقالت:
“بين كل ما فقدته، لم أفقد إيماني بقوة النساء.”
وقالت سيمون دي بوفوار، في كتابها “الجنس الآخر”:
“المرأة لا تولد امرأة، بل تُصبح كذلك.”
وهو قول فلسفي يحمل في طياته جدلًا حول بناء الهوية الأنثوية في ظل السياقات الثقافية والاجتماعية.
المرأة في الأمثال الشعبية: مرآة الواقع المجتمعي
تعكس الأمثال الشعبية نظرة المجتمع التقليدي إلى المرأة، ما بين الإنصاف أحيانًا، والظلم أحيانًا أخرى.
في التراث العربي:
-
“وراء كل رجل عظيم امرأة.”
-
“المرأة كالوردة، جمالها في رقّتها.”
-
“الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق.” – حافظ إبراهيم
لكن في المقابل، ظهرت أمثال تكرّس الصور النمطية، مثل:
-
“كلام النساء لا يُعتمد عليه.”
-
“المرأة كالقمر، تَظهر وتَختفي.”
ويجب التعامل مع هذه الأمثال بنظرة نقدية، لأنها تعكس لحظات تاريخية معينة، لا يمكن تعميمها على الزمن المعاصر.
في الطب والسياسة والفن: المرأة كرمز للتأثير
قال الطبيب والفيلسوف العربي ابن سينا:
“قلب المرأة أعمق من المحيط، وإن بدا هادئًا.”
وقالت السياسية البريطانية مارغريت تاتشر:
“إذا أردت قولًا، فاطلبه من رجل. وإذا أردت فعلاً، فاطلبه من امرأة.”
وفي الفن والموسيقى، عبّرت المرأة عن ذاتها، وعن مجتمعاتها، وعن تحولات العصور. وقالت الفنانة المكسيكية فريدا كالو:
“قد أُولد امرأة، لكن بداخلي عوالم من القوة.”
المرأة في الثقافة الإسلامية: أقوال من التراث
قال الإمام الشافعي:
“عقل المرأة في قلبها، وقلبها في أخلاقها.”
وقال ابن الجوزي في “صيد الخاطر”:
“كم من امرأةٍ فاقت بعقلها رجالاً، وكم من رجلٍ أضلته غرائز لم تُضل بها امرأة.”
وفي رسائل الجاحظ، تتجلّى فطنته حين قال:
“المرأة إذا تعلمت ازدادت حكمةً، وإذا أحبّت عرفت الوفاء.”
جدول: أقوال مأثورة عن المرأة بحسب الشخصية القائلة
| الشخصية أو المرجع | القول المأثور |
|---|---|
| النبي محمد ﷺ | “النساء شقائق الرجال.” |
| عمر بن الخطاب | “ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.” |
| جان جاك روسو | “حين تربي امرأة صالحة، فأنت تخلق أمة بأكملها.” |
| هيلين كيلر | “بين كل ما فقدته، لم أفقد إيماني بقوة النساء.” |
| فريدا كالو | “قد أُولد امرأة، لكن بداخلي عوالم من القوة.” |
| الإمام الشافعي | “عقل المرأة في قلبها، وقلبها في أخلاقها.” |
| المتنبي | “وقد ترضى المرأة بالقليل، وتمنح الكثير.” |
| مارغريت تاتشر | “إذا أردت قولًا، فاطلبه من رجل. وإذا أردت فعلاً، فاطلبه من امرأة.” |
| شكسبير | “المرأة كوكب يضيء قلب الرجل حين يظلم الطريق.” |
المرأة في الشعر العربي: من الغزل إلى الحكمة
كان الشعر العربي منبرًا رئيسًا لتصوير المرأة، لا سيما في عصور الجاهلية والنهضة. فقد قال عنترة بن شداد:
“ولولا حبّها ما سُقت سيفي ولا خضت الغمار.”
وقال نزار قباني، شاعر المرأة الأول:
“المرأة ليست جسدًا فقط، بل وطنٌ ومأوى ولغة.”
وأضاف في أحد دواوينه:
“حين تكتب امرأة، فأنت أمام كتاب مقدس.”
المرأة كأم: أقوال تخلد أعظم دور إنساني
قال نابليون بونابرت:
“الأم التي تهزّ السرير بيمينها، تهزّ العالم بيسارها.”
وقال جبران خليل جبران:
“أجمل كلمة على وجه الأرض هي: أمي.”
وفي التراث العربي، قيل:
“رضا الأم من رضا الرب.”
خاتمة تحليلية
الأقوال المأثورة عن المرأة لا تُمثّل مجرد عبارات مكرّرة أو مجرّد احتفاء رمزي، بل هي انعكاسات ثقافية وتاريخية عن النظرة المتغيرة والديناميكية إلى دور المرأة ومكانتها. ومن خلال التتبع الزمني لتلك الأقوال، يتضح أن الإنسانية لا تزال في رحلة طويلة لإدراك العمق الحقيقي للأنوثة، بعيدًا عن السطحية أو التقليدية.
لقد كانت المرأة، ولا تزال، محورًا للقول والفعل، وللإلهام والتغيير. ومن بين كل الأقوال، تظل الأعمال وحدها ما يُثبت أن المرأة ليست “نصف المجتمع” فحسب، بل هي أساسه في كثير من الأحيان.
المصادر:
-
Simone de Beauvoir. The Second Sex. Paris, 1949.
-
حافظ إبراهيم. الديوان. القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1964.
